هل تتفوق المقالات المكتوبة بالذكاء الاصطناعي في تصدر نتائج البحث؟ تحليل شامل

هل تتفوق المقالات المكتوبة بالذكاء الاصطناعي في تصدر نتائج البحث؟ تحليل شامل

يشهد عالم إنشاء المحتوى تحولاً جذرياً مع الانتشار المتزايد للذكاء الاصطناعي، الذي يمتلك القدرة على إنتاج كميات هائلة من النصوص بسرعة وكفاءة عاليتين. هذه الإمكانات تجعل الذكاء الاصطناعي أداة جذابة بشكل خاص للشركات التي لديها احتياجات واسعة من المحتوى.

بالإضافة إلى ذلك، تضمن الكتابة المدعومة بالذكاء الاصطناعي اتساقاً في الأسلوب والهيكل عبر جميع النصوص المنتجة، وهو أمر مفيد للحفاظ على صوت علامة تجارية متماسك والالتزام بإرشادات تنسيق محددة.

يثير هذا الصعود سؤالاً محورياً في مجال التسويق الرقمي وتحسين محركات البحث: هل يمكن للمقالات التي يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي أن تتفوق على المقالات التي يكتبها البشر في تصنيف نتائج البحث؟

يسعى هذا المقال إلى تقديم تحليل شامل لهذه الفكرة من خلال استعراض الدراسات الحديثة، والأمثلة الواقعية، وآراء خبراء تحسين محركات البحث، ومعايير تقييم جودة المحتوى من قبل محركات البحث، فضلاً عن استكشاف مستقبل كتابة المحتوى في ظل تأثير الذكاء الاصطناعي.

مقارنة أداء محتوى الذكاء الاصطناعي بالمحتوى البشري

أجرت العديد من الدراسات مؤخراً مقارنات بين أداء المحتوى الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي والمحتوى الذي يكتبه البشر في نتائج البحث. كشفت دراسة أجرتها Semrush على عينة من 20,000 عنوان URL مصنف ضمن أفضل 20 نتيجة بحث أن المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي أظهر أداءً جيداً تقريباً مثل المحتوى الذي كتبه الإنسان، حيث ظهرت نسبة مماثلة من النصوص المنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي والنصوص البشرية في المراكز العشرة الأولى.

يشير هذا التشابه في الأداء إلى أن محركات البحث، مثل جوجل، لا تعاقب بشكل تلقائي المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي، بل تركز بشكل أكبر على جودة المحتوى نفسه بغض النظر عن طريقة إنتاجه.  

في المقابل، توصلت دراسة أخرى أجرتها NP Digital إلى أن المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الإنسان حصل على حركة مرور أكبر بكثير (5.44 ضعفاً) من المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي على مدى فترة خمسة أشهر. قد يُعزى هذا الاختلاف في حركة المرور إلى قدرة الكتاب البشريين على إضفاء لمسة شخصية وعاطفية على المحتوى، مما يزيد من تفاعل المستخدمين معه على نحو مستدام.

وبالمثل، أشارت دراسة أجرتها Marketing Insider Group إلى أن المحتوى البشري تفوق على محتوى الذكاء الاصطناعي في ترتيب الكلمات الرئيسية وحركة مرور الويب. ومع ذلك، أظهر النموذج الهجين، الذي يجمع بين كفاءة الذكاء الاصطناعي والإسهام البشري، نتائج واعدة.

أظهرت أبحاث HubSpot نتائج متباينة، حيث أفاد 46% من المشاركين بأن الذكاء الاصطناعي ساعد صفحاتهم في الحصول على ترتيب أعلى، بينما لم ير 36% أي فرق، وشهد 10% انخفاضاً في الترتيب. يعكس هذا التباين في النتائج أن تأثير الذكاء الاصطناعي على الترتيب يعتمد على كيفية استخدامه وجودة المحتوى الناتج.

وفي تجربة أجرتها SE Ranking على مدونتها، حققت مقالات مدعومة بالذكاء الاصطناعي عدداً كبيراً من مرات الظهور والنقرات، حيث تمكن بعضها من الوصول إلى المراكز العشرة الأولى في نتائج البحث وتصدر نتائج “نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي” من جوجل. يشير هذا إلى أنه مع التحسين المناسب، يمكن لمحتوى الذكاء الاصطناعي تحقيق عدد زيارات جيد.  

مصدر الدراسةالمنهجيةالمقاييس الرئيسية المقارنةالاستنتاج الرئيسي
Semrushتحليل 20,000 عنوان URL مصنف ضمن أفضل 20 نتيجة بحثمركز الترتيب في نتائج البحثأداء محتوى الذكاء الاصطناعي جيد تقريباً مثل المحتوى البشري في المراكز العشرة الأولى.
NP Digitalتتبع أداء 744 مقالة على 68 موقع ويب على مدى 5 أشهرعدد الزيارات الشهريةالمحتوى البشري حصل على عدد زيارات أكبر بكثير (5.44 ضعفاً) من محتوى الذكاء الاصطناعي.
Marketing Insider Groupمقارنة أداء المحتوى البشري والذكاء الاصطناعي والهجينترتيب الكلمات الرئيسية، عدد زيارات الويبتفوق المحتوى البشري في ترتيب الكلمات الرئيسية وعدد الزيارات، لكن النموذج الهجين أظهر نتائج واعدة.
HubSpotاستطلاع رأي للمسوقينتأثير الذكاء الاصطناعي على الترتيبنتائج متباينة: 46% رأوا تحسناً في الترتيب، 10% رأوا انخفاضاً.
SE Rankingتجربة نشر مقالات مدعومة بالذكاء الاصطناعي على مدونةمرات الظهور، النقرات، مركز الترتيبحققت المقالات المدعومة بالذكاء الاصطناعي مرات ظهور ونقرات كبيرة، وتمكن بعضها من الوصول إلى المراكز العشرة الأولى وتصدر “نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي” من جوجل.

يتضح من تحليل هذه الدراسات أن هناك تبايناً في النتائج، مما يشير إلى أن أداء محتوى الذكاء الاصطناعي في نتائج البحث ليس أمراً بسيطاً ويعتمد على عدة عوامل. ومع ذلك، فإن الإشارة المتكررة إلى أن النموذج الهجين، الذي يجمع بين إمكانيات الذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية، يحقق أداءً جيداً تبرز أهمية هذا النهج في تحقيق أفضل النتائج.  

كيف تتصدر المقالات المكتوبة بالذكاء الاصطناعي نتائج البحث؟

على الرغم من التحديات، هناك أمثلة لمقالات تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي وحققت تصنيفات عالية في نتائج البحث. فقد تمكن موقع Bankrate.com، وهو موقع مالي رائد، من زيادة عدد الزيارات العضوية باستخدام محتوى تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي بعد مراجعته وتعديله بواسطة متخصصين بشريين.

وقد حقق هذا المحتوى ترتيباً عالياً على جوجل وغالباً ما يظهر في الصفحة الأولى لكل من الكلمات الرئيسية القصيرة والطويلة، مما أدى إلى حوالي 125,000 زائر عضوي شهرياً. يوضح هذا النجاح أن المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي يمكن أن يعمل بشكل جيد مثل المحتوى الذي ينتجه الإنسان عند مراجعته وتحسينه بشكل صحيح.  

كما حققت مدونة SE Ranking نتائج مشجعة كما ذكرنا سابقًا، حيث تمكنت ثلاثة من ست مقالات مدعومة بالذكاء الاصطناعي من الترتيب ضمن أفضل 10 نتائج عضوية، كما تصدرت مقالتان منها قسم المصادر في “نظرة عامة على الذكاء الاصطناعي” من جوجل.

يشير هذا النجاح إلى أن اختيار الموضوعات الاستراتيجية وتطبيق ممارسات تحسين محركات البحث القوية يمكن أن يساهم في تحقيق أداء جيد لمحتوى الذكاء الاصطناعي.

بالإضافة إلى ذلك، أجرى SEOwind تجربة نشر 116 مقالة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي في 30 يوماً، وحقق زيادة كبيرة في النقرات ومرات الظهور، لكن هذا تضمن أيضاً بحثاً عن الكلمات الرئيسية وتحليلاً لفجوات المحتوى وتحسينات بشرية.  

تشمل الأمثلة الأخرى شركة Alton Lex التي أنتجت آلاف المقالات باستخدام واجهة برمجة تطبيقات GPT وتمكنت من التعافي بنجاح من تحديث لجوجل، مع التركيز على سرعة إنتاج المحتوى مع مراقبة الجودة.

كما حقق راندي سيلزر في مجال العقارات نمواً كبيراً في حركة المرور العضوية وترتيب الكلمات الرئيسية باستخدام أدوات تحسين محركات البحث بالذكاء الاصطناعي.

وحتى Content Whale تمكن من تصدر نتائج البحث عن “نصائح محتوى موقع السفر” (بالإنجليزية) بتديونة تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، مع التأكيد على الالتزام بإرشادات جودة جوجل وتحسين محركات البحث.  

يكشف فحص هذه النماذج الناجحة عن سمة مشتركة وهي ضرورة التدخل البشري للمراجعة والتحرير والإدخال. يبدو أن الذكاء الاصطناعي أداة قوية، لكن الخبرة البشرية لا تزال ضرورية لضمان الجودة والدقة والملاءمة.

لماذا تفشل بعض المقالات المكتوبة بالذكاء الاصطناعي في التصنيف؟

في المقابل، هناك العديد من الأسباب التي قد تجعل المقالات المكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي تفشل في تحقيق أداء جيد في نتائج البحث.

أحد الأسباب الرئيسية هو الافتقار إلى الأصالة والعمق، حيث يميل الذكاء الاصطناعي إلى إعادة صياغة المعلومات الموجودة وقد لا يقدم رؤى فريدة. تكافئ محركات البحث المحتوى الأصلي الذي يقدم وجهات نظر جديدة أو تحليلات متعمقة، وهو ما قد يجد الذكاء الاصطناعي صعوبة في تحقيقه بمفرده.

علاوة على ذلك، يمكن أن يرتكب الذكاء الاصطناعي أخطاء واقعية أو يقدم معلومات قديمة. تعتبر الجدارة بالثقة عاملاً حاسماً في الترتيب، ويمكن أن يؤدي وجود معلومات غير دقيقة إلى الإضرار بها بشدة.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون أسلوب كتابة الذكاء الاصطناعي عاماً وروبوتياً، ويفتقر إلى اللمسة الإنسانية، مما يجعله أقل جاذبية للقراء. يعد تفاعل المستخدمين مهماً للترتيب، وقد يؤدي المحتوى الروبوتي إلى ارتفاع معدلات الارتداد وانخفاض وقت البقاء في الصفحة.

قد يلجأ الذكاء الاصطناعي أيضاً إلى الإفراط في التحسين وحشو الكلمات الرئيسية بشكل غير طبيعي في محاولة للحصول على ترتيب أعلى. تنتهك هذه الممارسة إرشادات محركات البحث وتؤثر سلباً على سهولة القراءة وتجربة المستخدم.

إذا فشل محتوى الذكاء الاصطناعي في جذب اهتمام المستخدمين، مما يؤدي إلى ارتفاع معدلات الارتداد، فقد يتم الإشارة إليه على أنه ذو قيمة منخفضة.

أحد أهم العوامل التي قد تعيق أداء محتوى الذكاء الاصطناعي هو الافتقار إلى معايير E-E-A-T (الخبرة، التجربة، المصداقية، الجدارة بالثقة) الحقيقية، حيث لا يستطيع الذكاء الاصطناعي بمفرده إظهار خبرة حقيقية أو تجربة مباشرة أو مصداقية أو جدارة بالثقة.

تؤكد جوجل بشدة على هذه المعايير، خاصة بالنسبة للموضوعات التي قد تؤثر بشكل كبير على صحة الأشخاص أو استقرارهم المالي أو سلامتهم.

وجهات نظر متخصصي تحسين محركات البحث

يقدم خبراء تحسين محركات البحث (SEO) رؤى قيمة حول تأثير الذكاء الاصطناعي على تصنيف المحتوى. يؤكد جون مولر من جوجل على أن جودة المحتوى هي الأهم، بغض النظر عن طريقة إنتاجه، سواء كانت بواسطة الإنسان أو الذكاء الاصطناعي. هذا يعني أن جوجل لا تعاقب محتوى الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر إذا كان عالي الجودة ومفيداً.  

أظهرت دراسة Semrush أن 39% من المسوقين لاحظوا زيادة في حركة المرور العضوية بعد نشر محتوى الذكاء الاصطناعي، وقال 33% إنه كان أداؤه أفضل من المحتوى الذي كتبه الإنسان.

يشير هذا إلى أن العديد من المسوقين يشهدون نتائج إيجابية مع محتوى الذكاء الاصطناعي من حيث حركة المرور والترتيب. ويعتبر 73% من المسوقين أن الجمع بين مدخلات الذكاء الاصطناعي والبشر هو الصيغة الأساسية للنجاح.

ومع ذلك، لا تزال المخاوف بشأن الأصالة تشكل عائقاً كبيراً أمام تبني الذكاء الاصطناعي من قبل بعض متخصصي تحسين محركات البحث. يدرك هؤلاء المتخصصون أن الذكاء الاصطناعي يعتمد على البيانات الموجودة وقد يجد صعوبة في إنتاج محتوى فريد حقاً.

على الجانب الإيجابي، أفاد ما يقرب من نصف الشركات التي تستخدم الذكاء الاصطناعي بتحسن في الترتيب بعد تحديثات خوارزمية جوجل. قد يعكس هذا قدرة الذكاء الاصطناعي على التكيف بسرعة مع الإرشادات الجديدة وتحسين المحتوى وفقاً لذلك.

بالإضافة إلى ذلك، يقوم الذكاء الاصطناعي بأتمتة جزء كبير من مهام تحسين محركات البحث، بما في ذلك إنشاء المحتوى والبحث عن الكلمات الرئيسية، مما يعزز الكفاءة في مختلف جوانب تحسين محركات البحث.

كيف تنظر محركات البحث إلى جودة المحتوى المنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي؟

تعتبر إرشادات E-E-A-T (الخبرة، التجربة، المصداقية، الجدارة بالثقة) من جوجل حاسمة في تحديد كيفية تقييم محركات البحث للمحتوى وترتيبه. تعطي جوجل الأولوية للمحتوى الذي يظهر هذه الصفات، بغض النظر عن مؤلفه.  

يمكن للذكاء الاصطناعي محاكاة المعرفة، لكنه يفتقر إلى الاعتمادات الحقيقية أو الخبرة المباشرة، مما يؤثر على جانبي “التجربة” و”الخبرة” في معايير E-E-A-T. غالباً ما يكون الإدخال البشري ضرورياً لضخ خبرة وتجربة حقيقيتين في المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي.

يتم بناء “المصداقية” و”الجدارة بالثقة” من خلال مصادر موثوقة ودعم الخبراء وحضور قوي عبر الإنترنت، وهو ما يكافح الذكاء الاصطناعي لتحقيقه بمفرده. يتطلب بناء المصداقية والثقة جهداً بشرياً لبناء السمعة والتحقق من المعلومات.

تكافئ تحديثات “المحتوى المفيد” من جوجل المحتوى الذي يكتبه الأشخاص من أجل الأشخاص، مع التركيز على قيمة المستخدم بدلاً من مجرد تحسين الكلمات الرئيسية. يجب أن يركز محتوى الذكاء الاصطناعي على تقديم مساعدة وقيمة حقيقية للمستخدمين ليتم ترتيبه بشكل جيد.

يجب أن يكون المحتوى دقيقاً وحديثاً ويتضمن تفسيرات واضحة بدون تحيز. تعتبر عملية التحقق من الحقائق والمراجعة البشرية ضرورية لضمان دقة وموثوقية محتوى الذكاء الاصطناعي نظراً لاحتمالية حدوث “هلوسات” أو معلومات خاطئة.  

يشير تطور معيار E-A-T إلى E-E-A-T مع إضافة “التجربة” إلى التركيز المتزايد من جوجل على المعرفة الواقعية والمباشرة، وهو تحد كبير للمحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي بشكل كامل. يسلط هذا التحول الضوء على أهمية دمج الرؤى العملية والحكايات الشخصية، وهي مجالات يتفوق فيها الكتاب البشريون.  

استعراض لقدرات وقيود أدوات الذكاء الاصطناعي الشائعة

تتوفر العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي الشائعة المستخدمة في كتابة المقالات، ولكل منها قدراتها وقيودها. تشمل هذه الأدوات Jasper.ai وCopy.ai وArticle Forge وChatGPT وGemini وClaude وWritesonic وFrase وSurfer SEO وغيرها.

يمكن لهذه الأدوات إنشاء مقالات ومنشورات مدونات وأوصاف منتجات ونصوص وسائط اجتماعية ومخططات وعناوين وأوصاف تعريفية، بالإضافة إلى المساعدة في البحث عن الكلمات الرئيسية وتحسين محركات البحث.

يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي تسريع عملية إنشاء المحتوى بشكل كبير والمساعدة في مختلف المهام المتعلقة بتحسين محركات البحث.

ومع ذلك، فإن هذه الأدوات لها قيود. قد تفتقر إلى الإبداع والصدى العاطفي، ويمكن أن تنتج محتوى عاماً أو متكرراً أو غير دقيق (“هلوسات”). قد تجد صعوبة في التقاط الفروق الدقيقة والذكاء وسرد القصص.

تعتمد أدوات الذكاء الاصطناعي على جودة وحداثة بيانات التدريب الخاصة بها وقد لا تفهم السياق والنبرة بشكل كامل. هناك أيضاً مخاوف أخلاقية تتعلق بالانتحال والأصالة. على الرغم من قوتها، فإن أدوات الذكاء الاصطناعي لها قيود متأصلة تتطلب إشرافاً بشرياً وتحسيناً لإنتاج محتوى عالي الجودة وجذاب وجدير بالثقة.

تأثير الذكاء الاصطناعي على تطور صناعة كتابة المحتوى

من المتوقع أن يصبح الذكاء الاصطناعي أكثر تكاملاً في سير عمل إنشاء المحتوى، مما يعزز الكفاءة وقابلية التوسع. من المحتمل أن يقوم الذكاء الاصطناعي بأتمتة العديد من المهام الروتينية، مما يحرر الكتاب البشريين للتركيز على أعمال أكثر استراتيجية وإبداعاً.

يبدو أن النهج الهجين (التعاون بين الإنسان والذكاء الاصطناعي) هو النموذج الأكثر فعالية لإنشاء محتوى عالي الجودة يحقق ترتيباً جيداً. ستتقدم عملية تخصيص المحتوى مع قدرة الذكاء الاصطناعي على تحليل سلوك المستخدم وتفضيلاته.

توجد مخاوف بشأن إزاحة الوظائف للكتاب البشريين، لكن الحاجة إلى الإبداع والتفكير النقدي والذكاء العاطفي من المرجح أن تضمن استمرار أهميتهم. من غير المرجح أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الكتاب البشريين بشكل كامل بسبب قيوده في هذه القدرات الإنسانية الفريدة.

من المرجح أن يتحول التركيز نحو إنشاء محتوى فريد وأصلي للتميز في مشهد رقمي مشبع بشكل متزايد بالذكاء الاصطناعي. من المرجح أن تؤدي الزيادة المتوقعة في المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي عبر الإنترنت إلى تكثيف المنافسة على حركة المرور العضوية، مما يجعل المحتوى عالي الجودة والمعزز بشرياً أكثر أهمية للترتيب.  

تحقيق التوازن بين إمكانيات الذكاء الاصطناعي واللمسة الإنسانية

في الختام، يمكن القول بأن المقالات المكتوبة بالذكاء الاصطناعي لديها القدرة على تحقيق تصنيف جيد في نتائج البحث، ولكن ليس بالضرورة التفوق على المقالات التي يكتبها البشر بشكل مطلق. يعتمد الأداء بشكل كبير على جودة المحتوى، ومدى توافقه مع إرشادات محركات البحث (خاصة E-E-A-T من جوجل)، واستراتيجية التحسين المتبعة، والأهم من ذلك، على وجود إشراف بشري.

بناءً على التحليل، نقدم التوصيات التالية للمحترفين في مجال التسويق الرقمي وأصحاب الأعمال:

  • تبني الذكاء الاصطناعي كأداة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة وتوسيع نطاق إنشاء المحتوى، خاصة للمهام الروتينية والكميات الكبيرة من النصوص.
  • إعطاء الأولوية للنهج الهجين: لتحقيق أفضل النتائج، يجب الجمع بين إمكانيات الذكاء الاصطناعي والخبرة البشرية. يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء مسودات أولية والمساعدة في البحث عن الكلمات الرئيسية، بينما يضيف البشر الأصالة والعمق واللمسة العاطفية ويضمنون الدقة والجودة.
  • التركيز على الجودة والأصالة: يجب أن يكون الهدف هو إنشاء محتوى عالي الجودة وأصلي يقدم قيمة حقيقية للمستخدمين ويتوافق مع إرشادات E-E-A-T.
  • الاستثمار في تدريب الفرق: يجب تدريب فرق المحتوى على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي بفعالية وفهم قيودها.
  • الحفاظ على التدقيق البشري: تعد عملية التحقق من الحقائق والتحرير البشري ضرورية لضمان دقة المحتوى وتماسكه وصوته الفريد للعلامة التجارية.
  • مراقبة الأداء باستمرار: يجب مراقبة أداء كل من المحتوى الذي يتم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي والمحتوى البشري لتحديد الاستراتيجيات الأكثر فعالية وتحسينها.
  • البقاء على اطلاع دائم: يجب متابعة أحدث التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي وإرشادات محركات البحث للتكيف مع التغيرات في المشهد الرقمي.

في نهاية المطاف، يكمن مفتاح النجاح في تحقيق توازن دقيق بين إمكانيات الذكاء الاصطناعي واللمسة الإنسانية التي لا يمكن الاستغناء عنها في استراتيجيات المحتوى لتحقيق نجاح طويل الأمد في تحسين محركات البحث.

اترك تعليقًا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة مشار إليها بـ *